Tuesday, March 13, 2012

غزة هذه المرة ..

حمل الهجوم الصهيوني الأخير على غزة علامات إستفهام كثيرة ألزمتنا التوقف عندها , من حيث التوقيت والموقف السياسي والأهداف , وأهم كل ذلك هو المناخ السياسي العالمي
خلفت غارات الصهاينة على غزة 30 شهيدا وتقريبا مائة جريح وأسفرت عن اعتيال أحد أبرز قادة المقاومة
لماذا قام الصهاينة بهذه الخطوة ؟؟
أنا كإنسان أحترم الفكر الإنساني مهما كان مصدره لذلك دائما أبحث عن سبب الفعل , والذي هو مقدمة لردة الفعل
فما الفعل الذي استدعى هذا الهجوم ؟؟
وهل هو فعل أم ردة فعل ؟؟
هذه هي البداية المنطقية دائما , في محاولة قراءة حدث أو الحكم عليه ,... من الذي بدأ؟؟
ولا نقصد السياق التاريخي المنطقي , وهو أن الصهاينة مغتصبون فهم من بدأ كل هذا , والمقاومة سوف تنهيه , رضي من رضي وأبى من أبى , هذه سنة الحياة وأساس التوحيد , لا يستمر ظلم أبدا وإلا كان الظالم خارج سلطة الخالق

على كل حال , ماهي الظروف العالمية الآنية أثناء هذا الإعتداء المحدد, قبله ؟؟ .. وماسوف تكون عليه بعده؟؟
كتبنا أن أمريكا وإسرائيل تريدان حربا قطعا , لكنهما لا يتحملان تكلفتها , ولا يستطيعان خوضها وحدهما , ضد إيران والمقاومة
فلا بد من وجود من يتحمل التكلفة البشرية والمادية," وقلنا أن هناك دولة واحدة فيها من الحمق مايجعلها هدف أمريكا ولديها مقومات حاجة أمريكا , من الأفراد المثخنين بالتجييش الطائفي والمذهبي والديني , هي الدولة الإقصائية الوحيدة في العالم الآن علنا , .. السعودية , لديها المال , ولديها جيوش " الجاهديين " المدفوعين برغبات جنسية مكبوتة يريدون إطلاقها " مع الحور العين "  ومن هذا المنطلق , ولعجزها في هذا الوقت للظروف السياسية القائمة كانت أمريكا في موقف معارض للهجوم على إيران وضرب منشآتها النووية كما طلبت وأصرت إسرائيل , فأخفق الصهاينة في حملها على هذا الأمر


وكانوا يرون أن لا بد أن تحمل المسؤولية لأحد ما وجره إما إلى الإذعان وإما إلى خسارة كبيرة يؤدبون بها من سوف يشغل البيت الأبيض ...
كان أوباما بماتسرب بينه وبين ساركوزي منزعج جدا من نتانياهو , حتى ساركوزي الصهيوني لا يطيقه , والحقيقة أن كل من تعامل مع هذا النتن إياهو من الأمريكان والأوروبيون لا يطيقونه أبدا , فأراد نتنياهو أن يدخل طرفا ما في العملية الإنتخابية الأمريكية بدعم من اللوبيهات الصهيونية , وهي بالمناسبة كثيرة وإن كان مايعرفه الناس أن " إيباك " هي الأقوى

الوقت مناسب , إنتخابات أمريكية, المرشحون للرئاسة أمام أوباما هم فعليا أعضاء في الكنيست وهم صهاينة كنتنياهو نفسه , حملتهم هي ترك إسراطز تقرر وهم معها , فلماذا إذن لا يستغل مواقفهم هذه ضد أوباما ويخلق منها منطلقا ينفعه داخل أمريكا نفسها ..

في محاولته هذه لتقديم خدمة لخصوم نتانياهو أوقع نفسه في مشكلة أخرى , فكانت المؤسسة العسكرية الأمريكية وأمام الكونقرس تقول بإستحالة تنفيذ هجوم على إيران , وكان نتنانياهو بمغامرته هذه قد حرف أنظار المنطقة عن الجهد الأمريكي ضد سوريا
وأثر عليه سلبيا, وأض بالإقتصاد الصهيوني حيث هجرت رساميل ولأصول ضخمة من الأموال , وإن كانت هذه الهجرة متعمدة لمكسب إقتصادي , حيث يتم البيع في الكيان الغاصب ثم يتم الشراء لاحقا في أمريكا , مما ينفع الإقتصاد المحلي لبعض الولايات

الأمر الآخر لذي يقع فيه أمثال هذا النتن دائما ممن هو مصاب بعقدة ما , هو رد المقاومة
هو تصور أنه سوف يحرج حماس مع مشكلة سوريا ووجودها في صف الأردن وقطر ومصر الآن , فقرر إحراجها معهم , لكن تفاجأ بالجهاد الإسلامي , وهو أثبت وأقوى كتائب المقاومة في عزة , وإن كان غير ظاهر القدرة عيانا , وتدريبه أفضل وثباتهم أقوى وقياداتهم متماسكة أكثر وموقفهم من سوريا واضح جدا , وكانت لديهم صواريخ جديدة طالت أسدود هذه المرة , وأجبرت مليون صهيوني على الدخول في جحور الأنفاق ,  وأعلنوا كذلك للمرة الأولى أنهم يملكون واريخ قد تصيب تل آبيب نفسها...

فحتى لو قال قائل أن هدف نتنانياهو هو إختبار القوة العسكرية للمقاومة , فقد كان الرد فوق طاقته

ويبقى الموقف المصري :
أنا لا أفهم كيف " يجتمع البرلمان " لتقرير طرد السفير الصهيوني , وقد قام شباب مصر بطرده فعلا , وأرجعه الإخوان والمجلس العسكري وحلفاؤهم

خطوة الحكومة المصرية هي وسيلة ضغط أمريكية بإمتياز , فأرسلوا رسالة لنتانياهو أنهم لا يستطيعون التأثير على حماس في حين تكون غزة تحت القصف , حماس لن تستطيع قبول ذلك أمام جماهيرها , وهذا سوف يعطي قوة لحركة الجهاد في غزة وظهور أكبر , حيث أن الجهاد وأن إسرائيل اغتالت قائد التنسيق فيها , كان ردها ذكيا جدا , وأخرجت بعض قوتها مباشرة وقزمت حتى حماس وأصبحت رأس حربة هذه الحرب ضد إسرائيل ... وهناك نقطة أخرى

قد لا يكون حزب الله وجد الوقت ملائما ولا الهدف المنشود للدر على إغتيال قائده مغنية , لكن الأهداف التي هي تحت منظار قناصته من الصهاينة يمكن أن تكون ردا مناسبا جدا ضد العدوان على غزة, وهذا مااستقبله نتنانياهو , فإن الهجوم على غزة ليس كسابقه الآن , هناك أحلاف سياسية تتشكل , ومنطقة تتغير , وحماس ليست هي القوة الضاربة والوحيدة والمؤثرة في غزة
وحزب الله لن يقف مكتوف الأيدي مطلقا ويترك غزة تحت النار

الهجوم على غزة هذه المرة أثبت تخبط وحيرة المعسكر الصهيو أميركي , وأثبت أن مبارك لازال يحكم , وأن صهاينة العرب لا زال قلبهم على إسرائيل , وأن تركيا أردوقان فاقدة لهويتها مطلقا , وأن الصوت الوحيد الذي يتردد هو صوت المقاومة وحلفاؤها

لم تعد إسراطز تتحكم بأي شيء , لم تعد تستطيع حتى على ردو الفعل , فيكيف بالأحرى تكون هي الفاعل؟؟؟؟
 Cartoons: Latuff, Wikipedia
PrestTV.ir
AlManar.com.lb
see links on the side for links of all sources and more,..

No comments:

Post a Comment